17 - 07 - 2024

إيقاع مختلف| أبو المعاطى مصطفى دنيا

إيقاع مختلف| أبو المعاطى مصطفى دنيا

ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال، وكان السبب فى ترددى علاقتى القوية بصاحبه، نعم هو صديق مقرب على مدى سنوات طويلة، وها أنا اليوم أستعيد ذكرياتنا معاً، خاصة فى المرحلة الجامعية، حين جمعتنا المدينة الجامعية لجامعة القاهرة، حيث كان هو يدرس الحقوق، بينما كنت أنا أدرس الإعلام، واستطاعت المدينة الجامعية أن تفعل ربما أكثر مما فعلته مدينتنا الصغيرة "ميت أبو غالب" التى كانت يومئذ قرية كبيرة، فقربت بيننا أسوار المدينة الجامعية ولياليها ونهاراتها أكثر وأكثر، ومازلت أذكر يوم صدر ديوانى الشعرى الأول "هناك"، وكيف أنه استقبله بحفاوة منقطعة النظير، وجعل من مودته نافذة مفتوحة يطل منها الديوان على طلاب كلية الحقوق، ثم كان للقصة بقية ذات معنى، ربما لا مجال لذكرها فى هذا المقال القصير. 

ترددت إذن فى أن أكتب هذا المقال، أخذا بالعبارة الشهيرة التى ترى أن "شهادتى فيه مجروحة"، وأن قربى منه وقربه منى يوجد لوناً من ألوان الحرج فى الكتابة عنه، فضلاً عن أن الشخصيات التى يكون ميدانها العمل السياسى، يكون امتداحها دائماً محفوفاً بالمخاطر، لكن دواعى الإنصاف وشهادة الحق التى ينبغى ألا تكتم، وتقديم النموذج الإيجابى فى مقابل طوفان النماذج السلبية، كل هذا دعانى إلى أن أكتب كلمتى وأعلن شهادتى مبتغياً بها رضا الله ووجه الحقيقة.

إنه الدكتور "أبو المعاطى مصطفى دنيا" النائب البرلمانى عن دائرة كفر سعد بمحافظة دمياط، الذى يعد بحق نموذجاً طيباً لما نتطلبه فى النائب البرلمانى العصرى، فهو من ناحية حاصل على الدكتوراة فى القانون الجنائى لذلك كان من الطبيعى أن يصبح عضواً أصيلاً فى لجنة الشئون الدستوربة والتشريعية ، وهو من ناحية أخرى قد قضى عمره كله فى العمل السياسى فى دوائره المحلية والإقليمية ليكون طبيعياً أن يمارس هذا العمل على مستوى الدولة، وهو من ناحية ثالثة قد نذر نفسه وجهده ووقته لهذا العمل منذ فجر شبابه وإلى الآن، وإذا كنا نرى أن النائب البرلمانى ينبغى أن يكون ممثلاً للشعب كله أولاً، وناطقاً باسم أبناء دائرته ثانياً، وإنه ينبغى أن يجمع بين وظيفته التشريعية والرقابية من ناحية ووظيفته الخدمية من ناحية أخرى، فإنى أظن أنه يمثل ذلك على المستويين أفضل تمثيل.

وإذا كنا كثيرا ما نشكو من النائب الذى لا يراه ناخبوه إلا أيام الانتخابات، فإن هذا النائب منزرع بين من يمثلهم وكأنه نخلة لا تعيش بغير أرضها، هو كل يوم فى قرية أو كفر أو عزبة، لا زائراً فحسب، بل حاملاً بشرى بإنجاز خدمى جديد، ولا يكاد شهر يمر إلا ويقدم لناخبيه كشف حساب بما قام به وخطة عمل بما ينتوى القيام به، وأشهد أننى يصيبى الدوار من مجرد تصور العدد الهائل من الاتصالات التليفوينة التى يتلقاها والتى يرد على كل واحد منها وكأنه هو الاتصال الوحيد، وكأن صاحبه هو صديقه الأوحد.

نعم إنه نموذج متميز للبرلمانى المصرى الذى تحتاجه بلادنا، وإذا كنا كثيراً ما ننتقد النماذج السلبية فإن من حق النماذج الإيجابية أن نشهد فى حقها شهادة حق وأن نقدم لها التحية الحقيقية المستحقة. 
-------------
بقلم: السيد حسن

  


مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة